تفسير قوله تعالى : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و ان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ..قل كل من عند الله .. فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ، ما أصابك من حستة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك .
الله هو من سن المنهج و دل على الطريق و حض على الخير و حذر من الشر .. فمن تبع هداه فسيظفر " بالحسنة " - مكافأة الرحمن - و من لم يتبعها و اتبع هواه أو نفسه فالنتيجة الطبيعية أنه ستصيبه السيئة التي ستكون حينها من عند نفسه التي هي السبب فيها.
أما "قل كل من عند الله " فمعناها لا يتعارض مع الحقيقة السابقة ولا يتداخل
فالله هو الفاعل الأول ولا يقع شئ إلا بمشيئته .. خلق السبب و خلق النتيجة .. فالإنسان قد يحاول أن يحقق الخير بشتى الطرق و الوسائل ولكن وقوع الخير فعلا لا يتم إلا بمشيئة الله .. لأن ليس هناك قدرة غير قدرة الله تنشئ الأشياء و الوقائع .. و كذلك يفعل الإنسان ما من شأنه ايقاع السزء و لكن وقوع السوء نفسه يقع بقدرة الله ..
* مستوحى من : ظلال القرآن
سيد قطب