الاثنين، 14 يونيو 2010

إحم إحم


يحكى انه كان في مجموعة أصدقاء يتبادلون الحوار عن القدر و الرزق و السعي و هذه الامور
فقال أحدهم : الرزق لا ياتي الا بجهد .. وبدون الجهد لن ياتي الرزق
فرد عليه احد أصدقائه و قال : لاااااه و الله لو تسعى سعي الوحوش .. غير رزقك ما تحوش
الرزق مكتوب و لن تموت نفس حتى تستفني رزقها .. فسعيت أو ما سعيت .. سيأتيك رزقك

قال لهم : يا جماعة ما يصير .. و بعد جدال طويل قرر الشاب انه يجرب يقعد بدون سعي وراء اي رزق

فذهب الى المسجد و طلب من الفراش ان يغطيه بحصير في ركن المسجد و لا يسمح له الا بالصلاة و قضاء الحاجة فقط .. فوافق الفراش

مر اليوم الاول و هو نائم في المسجد لا يفيق الا للصلاة و يذهب للنوم مرة اخرى .. يوم كامل كاد ان ينقضي و لم يأكل و كان هناك رجل غني صالح يطعم المساكين والفقراء فكان يجمعهم في المسجد بين الفينة و الاخرى ليطعمهم فجاء الرجل بالطعام و وضعه للفقراء لياكلوا فأكلوا و حمدوا الله و صاحبنا مازال وراء الستار يتقطع بطنة من الجوع .. و لكنه رفض ان يخرج من وراء الحصير للطعام .. لابد ان ياتيه الرزق الى عنده


مر اليوم الأول و جاء الثاني بنفس النظام .. لا يتحرك من مكانه الا للوضوء و الصلاة و طبعا يتلوع من الجوع و نفس النظام احضر الرجل الطعام و أكل الفقراء الطعام .. و انتهوا و هو مازال مختفي يلوي من الجوع


و مر عليه اليوم الثاني و جاء الثالث .. و نفس النظام لا يتحرك الا للصلاة و يختفي بعدها وراء الحصير

ففي ذلك اليوم جاء الرجل بالطعام و نادى الفراش و قال له لا ارى الفقراء .. اين ذهبوا ؟ فقال دعاهم احد التجار للطعام في مسجد قريب فلبوا الدعوة .. فقال و ماذا نفعل بهذا الطعام .. حرام يفسد .. احنا نجمعه و نذهب به الى المسجد اللذي يتواجدون فيه الآن .. و نقدمه لهم عسى ان يكون هناك زيادة من الناس ينتفعون بهذا الطعام

.. و عندما هم الفراش بجمع و رفع الطعام من على الأرض .. ما تحمل صاحبنا الجوع فقال : احــم احــم

فانتبه التاجر الى الصوت و رفع الحصير و قال له و قد بدا عليه الضعف و الهزال الشديد

.. قال ْأنت جوعان ؟ فقال له نعم


فذهب مسرعا و احضر اليه الطعام فانكب المسكين يأكل بنهم و يصرخ و يقول قــلــت لــهــم .. قــلــت لــهــم

تعجب الرجل و أخذ يسأله ماذا قلت لهم !!؟

قال : قلت لهم لابد من عمل و لو كان بسيط لجلب الرزق

حتى لو كان هذا العملاحـــم احـــم

هناك تعليق واحد: