نجحت أمريكا في صهر جميع الجنسيات و الأديان و الموروثات الثقافية في بوتقة واحدة عن طريق القانون الذي يحكم حياتهم وهو ( الإنتاج من أجل استقرارك - الإستهلاك من أجل سعادتك - الإعلام)
- دعنا نتحدث عن نقطة الإنتاج أولا
في أمريكا ودول العالم الأول ( هذا الترتيب الأول من حيث التكنولوجيا و التقدم الصناعي و توفر الطاقة ) في هذا العالم المتسارع في الإكتشافات العلمية التطبيقية و التطورات التكنولوجية يسقط و يتراجع كل من لا يستطيع أن يجاري سرعته و معنى أن يسقط من هذه الحياة العملية أن أنه يصبح لا قيمة له .. فقيمة الإنسان هناك بقدر ما ينتج و يستهلك!
و لذا اتسمت هذه الحياة الصناعية التي تحياها الدول المقدمة بالصراع من أجل الحفاظ على المكانة في العمل و بالتالي الحصول على الإستقرار الذي يسمح بتسرب قدر ضئيل من السعادة الى نفسه .
فالموظف و العامل بالكاد يجد وقتا للجلوس مع عائلته .. فأنى له بالوقت و الجهد الفكري الذي يسمح له بالإختلاف مع غيره في دينه أو موروثه الثقافي !
ثانيا : الإعلام بالتكاتف مع القانون
الإعلام هو الأداة الأخطر و الأكثر سحراً و تأثيراً على وعي الشعب الأمريكي على سبيل المثال - كشعب دولة من العالم الأول - فهو يدعو بشكل أساسي و مستمر بلا كلل أو ملل الى الحرية- و لا غريب أن من أهم معالمهم تمثال الحرية - و الحرية عندهم مطلقة الا عند حدود القانون .. و القانون يقول أن الدين حرية شخصية و من تحلى بالأخلاق فلنفسه اي أنها أيضا حرية شخصية لا شأن للدولة بها .. المهم ألا تسئ الى الأقليات فاليهود أقلية و الشاذون جنسيا أقلية و هكذا و القانون أيضا يتضمن احترام النظام .. وحرية الراي و التعبير حتى لو بصورة مخزية و شاذة ..
( و في كتاب أنا تتحدث عن نفسها في حوار بين المؤلف د. عمرو شريف و د. عبدالوهاب المسيري رحمة الله عليه ذكر قصة شاهدها د. عبدالوهاب بنفسه على التلفزيون في برنامج حواري يعرض أسرة من زوجة و طفلين دون سن العاشرة و زوج و عشيقه - و ليست عشيقته - يعيشون تحت سقف واحد و يشعرون جميعا بالسعادة ! ولا تمانع الزوجة من وجود عشيق للزوج ! و كذلك الأطفال .. و كان الجمهور يبعث برأيه في هذه الحالة فمنهم من يقول أنهم طالما سعداء و لم يشتك أحد فهم أحرار و مقبولين لدينا .. و منهم من لديه بقايا من فطرة سليمة رفض الوضع ولكن لم يستطع أحد من الرافضين ذكر سبب مقنع ( الفطرة مثلا - المرجعية الدينية - غيره ) لا يستطيع أحد الاعتراض الا بالقانون ! فوجدوا ثغرة قانونية يمكنها أن تفكك هذه الرابطة الغير سوية و قالوا أن الأطفال ليسوا في سن يسمح لهم باتخاذ قرارات رشيدة وربما مخدوعين ببعض الاغراءات و غيرها !
الى هذا الحد و أكثر تصل الفوضى اذا غاب الدين كمرجعية و منهج
و هكذا يشكل القانون شكل حياتهم و حدودها ،و يبرمج الإعلام عقلهم من الداخل .
فالمهم هو الإنتاج و الإستهلاك .. فقط.
ثالثاً و على ذكر الإستهلاك .. فالإعلام و طبيعة الحياة المادية و السريعة جدا جعلت من الإستهلاك عامل سعادة للانسان فكلما استهلكت أكثر كلما استمتعت أكثر بالخيارات المتعددة هذا غير أن بعض السلع ستحقق لك مظهرا اجتماعيا جذاب و ممتاز و مهم !
و تدور الدائرة انتاج فاستهلاك
هل هناك متسع من وقت أو عقل لأي شئ آخر ..
رابعا و عودة الى الإعلام و القانون
فهما يصران معا و يعملان في تكاتف و حزم على محو أي مرجعية دينية أو ثقافية من خلال تفكيك العامل الوحيد الذي يحفظ و ينمي هذه المرجعية الدينية أو الأخلاقية و هو الأسرة فيكفي أنه بمجرد أن يبلغ الشاب او الفتاة 18 عام فيترك اسرته و يكمل تعليمه وحده و يعمل من أجل نفسه و يتكفل الإعلام بعقله انتاج و استهلاك و حرية
! ببساطة نجحت أمريكا بأنها حولت الإنسان لآلة مبرمجة و جردته من انسانيته .
و هذا المقال المختصر موجه الى دعاة الحرية و العلمانية المطلقة ..
جزء مما استفدت من كتاب : أنا تتحدث عن نفسها
تحديداً من حوار بين مؤلف الكتاب و د. عبدالوهاب المسيري رحمة الله عليه حول : الحضارة المادية و تأثيرها على الإنسان.
شركة تنظيف منازل بصفوى
ردحذفشركة تنظيف بالدمام
شركة تنظيف بالهفوف
شركة تنظيف منازل بالهفوف
شركة كشف تسربات المياه بالدمام
ردحذفشركة تنظيف بالدمام
شركة تسليك مجارى بالدمام
شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام